الخميس

اسرع الي التوبه ولا تسوف


!الحمد لله غافر الذنب، و قابل التوب، شديدالعقاب، الفاتح للمستغفرين الأبواب، والميسر للتائبين الأسباب، والصلاة
والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنامحمد وعلى آله وصحبه وسلم. أما بعد:
أكثر الناس لا يعرفون قدرالتوبة ولا حقيقتها فضلاً عن القيام بها علماً وعملاً. وإذا عرفوا قدرها فهم لايعرفون
الطريق إليها، وإذا عرفوا الطريق فهم لايعرفون كيف يبدءون؟
لنقف على حقيقة التوبة، والطريق إليها عسى أن نصل إليها.
كلنا ذو اخطاء
كلنا مذنبون... كلنا مخطئون.. نقبل على الله تارة وندبرأخرى، نراقب الله مرة، وتسيطر علينا الغفلة أخرى، لا نخلو من
المعصية، ولا بد أن يقع منا الخطأ، فلسنا بمعصومين { كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون } [رواهالترمذي
وحسنه الألباني].
والسهو والتقصير من طبع الإنسان، ومن رحمة الله بهذا الإنسان الضعيف أن يفتح له باب التوبة، وأمره بالإنابة إليه، والإقبال
عليه، كلما غلبته الذنوب ولوثته المعاصي.. ولولا ذلك لوقع الإنسان في حرج شديد، وقصرت همته عن طلب التقرب من
ربه، وانقطع رجاؤه من عفوه ومغفرته.
أين طريق النجاة؟
قدتقول: إني أطلب السعادة لنفسي،وأروم النجاة، وأرجو المغفرة، ولكني أجهل الطريق إليها، ولا أعرف كيف ابدأ؟ فأنا
كالغريق يريد من يأخذ بيده، وكالتائه يتلمسالطريق وينتظر العون، وأريد بصيصاً من أمل، وشعاعاً من نور. ولكن أين
الطريق؟
والطريق واضح كالشمس، ظاهر كالقمر، واحد لا ثاني له... إنه طريق التوبة.. طريق النجاة، طريق الفلاح..
طريق سهل ميسور، مفتوح أمامك في كل لحظة، ما عليك إلا أن تطرقه،وستجد الجواب: (وإني لغفار لمن تاب وءامن
وعمل صالحاً ثم اهتدى) [طه:82]. ان الله تعالى دعا عباده جميعاً مؤمنهم وكافرهم الى التوبة، وأخبر أنه سبحانه يغفر
الذنوب جميعاً لمن تاب منها ورجع عنها مهما كثرت، ومهما عظمت،وإن كانت مثل زبد البحر، فقال سبحانه قل يا عبادي
الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمةالله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم) [الزمر:53].
ولكن.... ما التوبة؟
التوبة هي الرجوع عما يكرهه الله ظاهراً وباطناً إلى ما يحبه الله ظاهراً وباطناً.. وهي اسم جامع لشرائع
الإسلام وحقائق الإيمان.. هي الهدايةالواقية من اليأس والقنوط، هي الينبوع الفياض لكل خير وسعادة في الدنيا
والآخرة... هي ملاك الأمر، ومبعث الحياة،ومناط الفلاح... هي أول المنازل وأوسطها وآخرها... هي بداية العبد ونهايته...
هي ترك الذنب مخافة الله، واستشعار قبحه،والندم على فعله، والعزيمة على عدم العودة إليه إذا قدر عليه... هي شعور
بالندم على ما وقع، وتوجه إلى الله فيمابقي، وكف عن الذنب.
ولماذانتوب؟
قد تسال : لماذا أترك السيجارة و أنا أجد فيهامتعتي؟... لماذا أدع مشاهدة الأفلام الخليعة وفيها راحتي؟
ولماذا أتمنع عن المعاكسات الهاتفية وفيها بغيتي؟ ولماذا أتخلى عن النظر الى النساء وفيه سعادتي؟ لماذا أتقيد بالصلاة
والصيام وأنا لا أحب التقييد والارتباط؟... ولماذا ولماذا... أليس ينبغي على الإنسان فعل ما يسعده ويريحه ويجد فيه
سعادته؟... فالذي يسعدني هو ما تسميه معصية... فلِمَ أتوب؟
وقبل أن أجيبك على سؤالك لابد أن تعلم ان في توبتك سعادتك : تب لأن التوبة:
1- طاعة لأمر ربك سبحانه وتعالى، فهو الذي أمرك بها فقال يا أيها الذين ءامنوا توبوا الى الله توبة نصوحاً [التحريم:8]. وأمر
الله ينبغي أن يقابل بالامتثال والطاعة.
2- سبب لفلاحك في الدنيا و الآخرة، قال تعالى وتوبوا الى الله جميعاً أيه المؤمنون لعلكم تفلحون) [النور:31]. فالقلب لا
يصلح ولا يفلح ولا يتلذذ، ولا يسر ولا يطمئن ؛ ولا يطيب ؛ إلابعبادة ربه والإنابة إليه والتوبة إليه.
3- سبب لمحبة الله تعالى لك، قال تعالى إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين) [البقرة:222]. وهل هناكسعادة يمكن
أن يشعر بها إنسان بعد معرفته أن خالقه ومولاه يحبه إذا تابإليه؟!
4- سبب لدخولك الجنة ونجاتك من النار، قال تعالى فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون)
غياً، إلا من تابوءامن وعمل صالحاً فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئاً) [مريم:59،60]. وهل هناك مطلب للإنسان
يسعى من أجله إلا الجنة؟!
5- سبب لنزول البركات من السماء وزيادة القوة والإمدادبالأموال والبنين، قال تعالى ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبواإليه
يرسل السماء عليكم مدراراً ويزدكم قوة الىقوتكم ولا تتولوا مجرمين) [هود:25]، وقال فقلت استغفروا ربكم إنه كان
غفاراً، يرسل السماء عليكم مدراراً، ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً) [نوح:10-12].
6- سبب لتكفير سيئاتك وتبدلها الى حسنات، قال تعالى يا أيها الذين ءامنوا توبوا الى الله توبة نصوحا ً عسى ربكم أن
يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار) [التحريم:8]، وقال سبحانه إلا من تاب وءامن وعمِل عملاً
صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً)[الفرقان:70].
ألا تستحق تلك الفضائل – وغيرها كثير – أن تتوب من أجلها؟ لماذا تبخل على نفسك بما فيه سعادتك؟.. لماذا تظلم
نفسك بمعصية الله وتحرمها من الفوزبرضاه؟...جدير بك أن تبادر الى ما هذا فضله وتلك ثمرته.
قدّم لنفسك توبة مرجوة *** قبل المماتوقبل حبس الألسن
بادر بها غُلق النفوس فإنها *** ذخروغنم للمنيب
كيف أتوب؟
كأني بك تقول: إن نفسي تريد الرجوع إلى خالقها، تريد الأوبةإلى فاطرها، لقد أيقنت أن السعادة ليست في اتباع
الشهوات والسير وراء الملذات، واقتراف صنوف المحرمات... ولكنهامع هذا لا تعرف كيف تتوب؟ ولا من أين تبدأ؟
وأقول لك: إن الله تعالى إذا أرادبعبده خيراً يسر له الأسباب التي تأخذ بيده إليه وتعينه عليه، وها أنا أذكر لك بعضالأمور
التي تعينك على التوبة وتساعدكعليها:
1- أصدق النية وأخلص التوبة: فإن العبد إذا أخلص لربه وصدق في طلب التوبة أعانه اللهوأمده بالقوة، وصرف عنه الآفات
التي تعترض طريقه وتصده عن التوبة.. ومن لم يكن مخلصاً للهاستولت على قلبه الشياطين، وصار فيه من السوء
والفحشاء ما لا يعلمه إلا الله، ولهذا قال تعالى عن يوسف عليه السلام: (كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا
المخلصين) [يوسف:24].
2- حاسب نفسك: فإن محاسبة النفس تدفع إلى المبادرة إلى الخير، وتعين على البعد عن الشر، وتساعد على تدارك ما
فات، وهي منزلة تجعل العبد يميز بين ما له وما عليه، وتعين العبدعلى التوبة، وتحافظ عليها بعد وقوعها.
3- ذكّر نفسك وعظها وعاتبهاوخوّفها: قل لها: يا نفس توبي قبل أن تموتي ؛ فإن الموت يأتي بغتة، وذكّرهابموت فلان
وفلان.. أما تعلمين أن الموت موعدك؟! والقبر بيتك؟ والتراب فراشك؟ والدود أنيسك؟... أما تخافين أن يأتيك ملك الموت
وأنت على المعصية قائمة؟ هل ينفعك ساعتها الندم؟ وهل يُقبل منك البكاء والحزن؟ ويحك يا نفس تعرضين عن الآخرة
وهي مقبلة عليك، وتقبلين على الدنيا وهي معرضة عنك.. وهكذا تظل توبخ نفسك وتعاتبها وتذكرها حتى تخاف من الله
فتئوب إليه وتتوب.
4- اعزلنفسك عن مواطن المعصية: فترك المكان الذي كنت تعصي الله فيه مما يعينك على التوبة، فإن الرجل الذي قتل
تسعة وتسعون نفساً قال له العالم: { إن قومك قوم سوء، وإن في أرضالله كذا وكذا قوماً يعبدون الله، فاذهب فاعبد الله
معهم }.
5- ابتعد عن رفقةالسوء: فإن طبعك يسرق منهم، واعلم أنهم لن يتركوك وخصوصاً أن من ورائهمالشياطين تؤزهم الى
المعاصي أزاً، وتدفعهم دفعاً، وتسوقهم سوقاً.. فغيّر رقم هاتفك،وغيّر عنوان منزلك إن استطعت، وغيّر الطريق الذي كنت
تمر منه... ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: { الرجل على دينخليله، فلينظر أحدكم من يخالل } [رواه أبو داود والترمذي
وحسنه الألباني].
6- تدبّر عواقب الذنوب: فإنالعبد إذا علم أن المعاصي قبيحة العواقب سيئة المنتهى، وأن الجزاء بالمرصاد دعاهذلك إلى
ترك الذنوب بداية، والتوبة إلى الله إن كان اقترف شيئاًمنها.
7- أَرِها الجنة والنار:ذكّرهابعظمة الجنة، وما أعد الله فيها لمن أطاعه واتقاه، وخوّفها بالنار وما أعد اللهفيها لمن عصاه.
8- أشغلها بما ينفع وجنّبها الوحدةوالفراغ: فإن النفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل، والفراغ يؤدي إلىالانحراف
والشذوذ والإدمان، ويقود إلى رفقة السوء.
9- خالف هواك: فليس أخطر على العبد من هواه، ولهذا قال الله تعالى: أرءيت من اتخذ إلهه هواه [الفرقان:43]. فلابد لمن
أراد توبة نصوحاً أن يحطم في نفسه كل ما يربطه بالماضي الأثيم،ولا ينساق وراء هواه.
10- وهناك أسباب أخرى تعينك أخي الحبيب على التوبة غير ماذُكر منها: الدعاء الى الله أن يرزقك توبة نصوحاً، وذكر الله
واستغفاره، وقصر الأمل وتذكر الآخرة، وتدبر القرآن، والصبر خاصةفي البداية، إلى غير ذلك من الأمور التي تعينك على التوبة.
شروط التوبةالصادقة:
وللتوبة الصادقة شروط لا بد منها حتىتكون صحيحة مقبولة وهي:
أولاً: الإخلاص لله تعالى: فيكونالباعث على التوبة حب الله وتعظيمه ورجاؤه والطمع في ثوابه، والخوف من عقابه، لاتقرباً
الى مخلوق، ولا قصداً في عرض من أعراض الدنيا الزائلة، ولهذا قالسبحانه: (إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا
دينهم لله فأولئك مع المؤمنين) [النساء:146]
ثانياً: الإقلاع عن المعصية: فلا تتصور صحة التوبة مع الإقامة على المعاصي حال التوبة. أما إن عاود الذنب بعدالتوبة
الصحيحة، فلا تبطل توبته المتقدمة، ولكنه يحتاج الى توبته جديدةوهكذا.
ثالثاً: الاعتراف بالذنب: إذ لا يمكن أن يتوب المرء منشئ لا يعده ذنباً.
رابعاً: الندم على ما سلف منالذنوب والمعاصي: ولا تتصور التوبة إلا من نادم حزين آسف على ما بدر منه منالمعاصي،
لذا لا يعد نادماً من يتحدث بمعاصيه السابقة ويفتخر بذلك ويتباهىبها، ولهذا قال : { الندم توبة } [رواه حمد وابن ماجة
وصححه الألباني].
خامساً: العزم على عدمالعودة: فلا تصح التوبة من عبد ينوي الرجوع الى الذنب بعد التوبة، وإنما عليه أنيتوب من الذنب
وهو يحدث نفسه ألا يعود إليه في المستقبل.
سادساً: ردّ المظالم إلى أهلها: فإن كانت المعصية متعلقة بحقوق الآدميين وجب عليه أن يرد الحقوق إلى أصحابها إذاأراد
أن تكون توبته صحيحة مقبولة ؛ لقول الرسول : { من كانت عنده مظلمة لأحد من عرض أو شئ فليتحلله منه اليوم قبل
ألا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عملصالح أُخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أُخذ من سيئات صاحبه
فحمل عليه } [رواه البخاري].
سابعاً: أن تصدر في زمنقبولها: وهو ما قبل حضور الأجل، وطلوع الشمس من مغربها، وقال : { إن الله يقبل توبة العبد ما
لم يغرغر } [رواه أحمد والترمذيوصححه النووي]. وقال: { إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يدهبالنهار
ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها } [رواه مسلم].
علامات قبو ل التوبة
وللتوبة علامات تدل على صحتها وقبولها،ومن هذه العلامات:
1- أن يكون العبد بعد التوبةخيراً مما كان قبلها: وكل إنسان يستشعر ذلك من نفسه، فمن كان بع التوبة مقبلاً علىالله،
عالي الهمة قوي العزيمة دلّ ذلك على صدق توبته وصحتها وقبولها.
2- ألا يزال الخوف من العودة إلى الذنب مصاحباً له: فإن العاقل لا يأمن مكر الله طرفة عين، فخوفه مستمر حتى يسمع
الملائكة الموكلين بقبض روحه: (ألا تخافواولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون) [فصلت:30]، فعند ذلك يزول خوفه
ويذهب قلقه.
3- أن يستعظم الجناية التي تصدرمنه وإن كان قد تاب منها: يقول ابن مسعود رضي الله عنه: { إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه
قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجريرى ذنوبه كذباب مرّ على أنفه، فقال له هكذا }. وقال بعض السلف: (لا
تنظر الى صغر المعصية ولكن انظر الى منعصيت).
4- أن تحدث التوبة للعبدانكساراً في قلبه وذلاً وتواضعاً بين يدي ربه: وليس هناك شئ أحب الى الله من أنيأتيه عبده
منكسراً ذليلاً خاضعاً مخبتاً منيباً، رطب القلب بذكر الله، لاغرور، ولا عجب، ولا حب للمدح، ولا معايرة ولا احتقار للآخرين
بذنوبهم. فمن لم يجد ذلك فليتهم توبته، وليرجع الىتصحيحها.
5- أنيحذر من أمر جوارحه: فليحذر من أمر لسانه فيحفظه من الكذب والغيبة والنميمةوفضول الكلام، ويشغله بذكر الله
تعالى وتلاوة كتابه. ويحذر من أمر بطنه، فلا يأكل إلا حلالاً. ويحذر من أمر بصره، فلا ينظر الى الحرام، ويحذر من أمر سمعه،
فلا يستمع الى غناء أو كذب أو غيبة، ويحذر من أمر يديه، فلايمدهما في الحرام، ويحذر من أمر رجليه فلا يمشي بهما
الى مواطن المعصية، ويحذر من أمر قلبه، فيطهره من البغض والحسدوالكره، ويحذر من أمر طاعته، فيجعلها خالصة لوجه
الله، ويبتعد عن الرياء والسمعة.
احذرالتسويف
إن العبد لا يدري متى أجله، ولا كم بقي من عمره، ومما يؤسفأن نجد من يسوّفون بالتوبة ويقولون: ليس هذا وقت
التوبة، دعونا نتمتع بالحياة، وعندما نبلغ سن الكبر نتوب. إنهاأهواء الشيطان، وإغراءات الدنيا الفانية، والشيطان يمني
الإنسان ويعده بالخلد وهو لا يملك ذلك. فالبدار البدار... والحذرالحذر من الغفلة والتسويف وطول الأمل، فإنه لولا طول
الأمل ما وقع إهمال أصلاً.
فسارع الى التوبة، واحذرالتسويف فإنه ذنب آخر يحتاج الى توبة، والتوبة واجبة على الفور، فتب قبل أن
يحضر أجلك وينقطع أملك، فتندم ولا ينفع ساعتها الندم فإنك لا تدري متى تنقضي أيامك، وتنقطع أنفاسك، وتنصرم لياليك.
تب قبل أن تتراكم الظلمة على قلبك حتى يصير ريناً
قال تعالى (بل ران على قلوبهم )
وطبعاً فلا يقبل المحو، تب قبل أن يعاجلك المرض أو الموت فلا تجد مهلة للتوبة.
لا تغتر بستر الله وتوالي نعمه
اسال الله ان تنتفع بما كتب وان تعاجل الى التوبه دون تسويف
اسال الله لكم التوفيق والسداد والتوبه النصوح وان يتقبل الله منكم التوبه وصالح الاعمال وان يجنبكم الشيطان ووسوسته وكيده واغواءه


المؤمنة بالله


منقوول